إن الهدف الأساس للرهبانيّة هو تمجيد قلب يسوع من خلال العمل في سبيل خلاص وكمال أعضاء جسده السرّي. لذا فالرهبانيّة تكرّس ذاتها في خدمة الكنيسة عبر العمل الرسولي المتمثّل بمساعدة الإكليروس وتقديم الشهادة الحيّة من أجل انتشار ملكوت المحبّة والحقيقة والسلام من خلال النهوض بالنشاطات التربويّة وأعمال المحبّة، ويتمّ كل ذلك في إطار الطاعة والخضوع لسلطة وإدارة أسقف الأبرشيّة.
تعود كاريزما الرهبانيّة في أصولها الى نعمةٍ ذات طبيعة ثالوثيّة منحتها العناية الإلهيّة للكنيسة، وهي: كشفُ الله عن ذاته بوساطة قلب ابنه؛ لذلك فليس لهذه الرهبانيّة المنبثقة من قلب يسوع غايةٌ سوى تمجيده. ويتجلّى فعل التمجيد هذا في اتّحاد كلّ عضوٍ من أعضاء الرهبانيّة ( المُراد بالأعضاء: الراهبات أنفسهنّ) بقلب يسوع، فضلاً عن التزامهنّ الفعلي بانتظار مجيء ملكوته المقدّس. تمتاز دعوة ابنة القلب الأقدس بكونها ذات بُعدَين مُتلازِمَين: فهي مدعوَّة لتعيش حياة باطنيّة حقيقيّة، وتلتزم – في الوقت نفسه – بحياة رسوليّة يحتلّ فيها النشاط التربويّ ( نخصّ بالذِكر: تنشئة الفتيات) موقعاً مميَّزاً.