السّينودسيّة، التي تُفهَم على أنّها “السّير معًا” بالاصغاء إلى الرّوح، كانت هي المحور المركزي التي جمعت الكنائس في الجمعية السينودسية القارية للشرق الاوسط في بيت عنيا – حريصا – بيروت من 13-18 شباط 2023، حيثُ وصل عدد المشاركين، إلى ما يقارب الـ 120 ممثلًا، يمثلون كل فئات المجتمع، والقادمين من العراق وسوريا ومصر والأردن والأراضي المقدسة ودول الخليج، وينتمون الى الكنائس الكلدانية والمارونية والاقباط الكاثوليك، والروم الملكيين الكاثوليك والسريان الكاثوليك والأرمن الكاثوليك واللاتين. كما كانت هناك مشاركات لبعض الأشخاص المنتمين إلى الكنائس الأرثوذكسيّة والبروتسنتيّة، وأشخاص لا ينتمون إلى أيّ مرجع ديني، وآخرون من “من جمعيّة أنت أخي”.
إن كلمة سينودس في حد ذاتها تعني من وجهة النظر المسيحية هي المسيرة المشتركة لمن يؤمنون بيسوع المسيح والذي وصف نفسه بالطريق والحق والحياة (يو 14: 6).
“السّير معًا” يعني سير المسيحيين والجماعات الكنسية جميعا معا نحو الوحدة، وذلك لأن الوحدة تنمو خلال السّير، والسّير معا يعني عيش هذه الوحدة رغم كل التحديات والظروف الصعبة التي تعيشها منطقتنا. ولتحقيق هذا، نحن بحاجة الى التمييز والاصغاء الى الروح القدس، فمن هذا المنطلق ركّزت لقاءات الجمعية السينودسية القاريّة على السير معًا بهدي الروح القدس والمحادثة الروحيّة وتعميق التمييز حول ما برز في المرحلة الأولى من الوثيقة السينودسية التحضيرية التي تم بها الإصغاء الى شعب الله أبرشيًا ووطنيًّا.
بعد ان أصدرت الأمانة العامّة الوثيقة القارّيّة، واخذت بنظر الاعتبار إسهامات الكنائس الشرقيّة في المسيرة السينودسيّة، أعطت الكنائس في منطقة الشرق الأوسط بُعدًا قاريّا.
كان الهدف الاول للجمعية هو توضيح وتعميق الافكار الواردة من الكنائس المحلية في منظور قاريَ، وفرصة للاستماع الى حقائق وعقبات وتحديات جديدة ظهرت على هامش الكنيسة، ان اجواء الصلوات والتاملات والاحتفال بالافخارستيا بالطقوس المختلفة، اعطت رجاءً جديداً لكي تكون هذه المرحلة يقظة روحية لإبراز هويّة شعب الله ودعوته ككنيسة في الشرق الأوسط، هذه الكنيسة التي تتميز في رسالة حضور وشهادة، وهي دعوة مِنَ الله. وعلى مثالِ المسيح وكنيستِه، فإنَّ حضورَنا هذا هو حضورٌ متجسِّدٌ، فاعلٌ وأصيلٌ.
إنَ حرص البابا فرنسيس على إطلاق المسيرة السينودسية وتعميقها هو تعزيز الحوار، ذو الأهمية الجوهرية لعمل الروح القدس وللإصغاء المشترك إليه، وهو البعد الداخلي للسينودسية. الحوار، هو الأسلوب الحقيقي لكنيسة سينودسية، وهو مبدأ وأسلوب، ويعتبر العنصر ألاساسي في الكنيسة وبهذا تكون خبرة مراجعة الحياة المسيحية و “السّير معاً”، على ضوء الانجيل ومستلزمات الزمن الحاضر هي تحضير للسينودس الذي سيعقد في حاضرة الفاتيكان في تشرين الاول 2023، تحت عنوان “من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة”.
وقد أوضح البيان الختامي في الجمعية السينودسية القارية للشرق الأوسط: اننا كلنا مدعوون اليوم الى السينودس بالمعنى الحقيقي للكلمة، فالسينودس هو السير سويّة للشهادة المسيحية، برجاء كبير وفي هذه المسيرة كلُ له دوره المرأة، حيث أكد البيان، على ابراز قيمتها وتمكين حضورها ودورها. التشديد على دور الشباب لانهم الحتضر والمستقبل وهذا يتم بالاهتمام في التنشئة المستديمة حيث تتم بالمرافقة لان ذلك أمراً متجدّداً وملِحّاً، بالإضافة إلى تعزيز ثقافة الصليب من خلال الإلتزام الفاعل ببناء الذات من أجل الذهاب للآخر. الزوادة هي الانطلاق الى الآخر بروح التجدّد مع ديمومة الأصالة .
السينودسية هي المسار الجديد الذي تحاول من خلاله الكنيسة العبور نحو التجدّد، الذي لا يعني التغيير بل الرجوع إلى بداية كنيسة المسيح.
الاخت كارولين سعيد
راهبات بنات قلب يسوع الاقدس