تهنئة بعيد مار توما رسول كنيستنا الكلدانية 3 تموز 2021

تهنئة بعيد مار توما رسول كنيستنا الكلدانية 3 تموز 2021

نحن كنيسة الشهداء، لنواصل مسيرتنا معاً، برفقة شفيعنا مار توما، في مواجهة التحديات اليوميّة بإيمان ورجاء بمستقبل أفضل.

البطريرك لويس روفائيل ساكو

بهذه المناسبة المتميزة، اتوجه الى كافة الذين يُسمون أنفسَهم بمسيحيي مار توما: الكنيسة الكلدانية، وكنيسة المشرق الاشورية، والكنيسة الشرقية القديمة، وكنيستي ملابار وملانكار في الهند، بخالص التهاني والتبريكات والاماني بعيد شفيعنا المشترك.كما أهنيء الرابطة الكلدانيّة بعيد ميلادها السادس (3 تموز 2015)، في عيد مار توما الرسول، واتمنى لاعضائها التماسك والتقدم في خدمة الكلدان والانسانيّة، وأدعو الكلدان في العالم الى التبرع لها، لتقوم بنشاطات اجتماعية وخيرية وثقافية تبرز هويتَنا وتراثَنا المسيحي الكلداني. كيف يريدونها فعَّالة من دون مال؟

أود في هذه الاوضاع الصعبة التي نعيشها، ان اُسلط الضوء على أهميّة التمسك بالايمان المسيحي، وبدور الصلاة ليزيح الرب عنّا كابوس الفساد والدمار والانحطاط، وان يمنحنا كأفراد وككنيسة نعمة الصبر والثبات، والقدرة على تخطي الصعوبات.

 بصراحة، اننا نحتاج الى نور الهي داخلي وسط كل هذه التحديّات، لكي نكتشف المسيح أكثر، ونحبه، ونتبعه بأمانة على خُطى مار توما الرسول.

 ادعو بنات وابناء كنيستنا الكلدانيّة الى استلهام العبر من مثال مار توما، خصوصاً ان معنى اسم توما بالعبرية التوأم، اي انه ولد مع شخص آخر، شبيه به. هذه تسمية رمزية تدعو كل مسيحي الى التَوأمة في النمو الروحي والانساني ليتمكن من تجسيد الإنجيل باستمرار، ويكون تلميذاً حقيقيا له، ينشر المحبة والرجاء حيثما يكون.

  • الايمان لا يعني ان نفهم كلَّ شيء، انما ان نقبله بوعي وحريّة، وان نسلم اللهَ ذاتنا بثقة على غرار توما: “ربي والهي” (يوحنا 20/28).
  • لقد أظهر توما حبَّه للمسيح، والحماسة في اتباعه:” فلنمض نحن أيضاً لنموت معهُ” (يوحنا 11/16)، اي لِنَسِرْ الى أبعد، لان الايمان ليس مجرد عواطف ومشاعر، انما له طابع شخصي، بالتزام يوميّ، وارتقاء.
  • عندما تكلم يسوع عن الطريق- الاتباع سأله توما: “يا رب اننا لا نعرف الى اين تذهب، فكيف نعرف الطريق” (يوحنا 14/5)، ردَّ عليه يسوع: انا الطريق والحق والحياة” (يوحنا 14/6)، أي ابذلوا جهودكم لتعيشوا ما عشتُهُ، “لانكم بدوني لا تستطيعون ان تفعلوا شيئا” (يوحنا 15/5).
  • لم يكتشف توما المسيح القائم الا بانضمامه الى مجمع الرسل- الكنيسة (يوحنا 20/ 24-29). وبعده نراه ينضم الى مجموعة من التلاميذ للصيد (التبشير) عند شاطيء بحيرة طبريا، وهناك ظهر لهم يسوع من جديد (يوحنا 21/2). نحن ايضاً الَّم نعمل مع الكنيسة وفيها لن نتقدم، ولن يدوم ثمرنا.

 دعا البابا فرنسيس الى افتتاح مجمع للاساقفة حول الجماعية في الكنيسة synodality في تشرين الاول القادم (ثم في تشرين الاول سنة 2023) حتى تكتشف جميع الكنائس المحلية أهمية الجماعية (العمل معاً) كشعب الله، ليصير المسيحيون شهوداً للمسيح القائم من بين الأموات.

  • ثمة تقليد مؤثر في كنيستنا يقول: ان السيدة العذراء عندما شعرت بقرب وفاتها، طلبت من ابنها ان يؤتى بالرسل: بطرس من روما ويوحنا من أفسس وتوما من الهند.. لتودعهم، فرد عليها يسوع: اني آتي بهم وانهم سيحملون نعشك” ܐܡܪܬ ܠܗ ܐܡܗ ܠܡܪܢ ̣ ܡܢ ܡܝܬܐ ܠܝ ܦܛܪܘܣ ܡܢ ܪܗَܘܡܐ“. لا ينبغي ان تفصلنا المسافات عن من نحبُّهم!

المطلوب: ان نتحلى بروحانية مار توما، وان نتخلى عن كل صورة ذاتية ونفسية، لكي نغدو تماما خداما ثابتين للرب وللاخوة! نحن كنيسة الشهداء لنواصل مسيرتنا معاً، برفقة شفيعنا مار توما في مواجهة التحديات اليوميّة بإيمان ورجاء بمستقبل أفضل.

لنصلٍّ الى الرب الاله بشفاعة مار توما الرسول، لينقذ العراق والعراقيين من كابوس الازمات الخانقة، ويستعيد حياته الطبيعية ودوره. آمين.